جزائري و افتخر
اهلا بكم Smile سم الله و صلي على النبي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جزائري و افتخر
اهلا بكم Smile سم الله و صلي على النبي
جزائري و افتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مذكرة اعربية6

اذهب الى الأسفل

مذكرة اعربية6 Empty مذكرة اعربية6

مُساهمة  زكراوي عبد الرحيم الجمعة فبراير 22, 2013 6:03 pm

(1/17)
_________عاني العواني عَمَّهنَّ. وخِلْتُني * لِيَ اسمٌ، فَلا أُدْعَى به وَهُوَ أَولُ*
(1/22)
________________________________________
(ي: دعونني عمَّهنَّ، وقد علمت ان لي اسما، افلا ادعي به وهو افعل في ول اسم لي. وياء المتكلم مفعول خال الاول، وجملة "اسم" في موضع نصب على انها مفعوله الثاني).
والثالث: "حَسِبَ" - وهي للرُّجحان، بمعنى "ظنّ" - كقوله تعالى: {يَحسَبهمُ الجاهلُ أغنياء من التعفّف}، وقولهِ {وَتحسبُهم أيقاظاً وهم رُقودٌ}. وقد تكون لليقين، كقول الشاعر:
*حَسِبْت التُّقَى والجودَ خيرَ تِجارةٍ * رباحاً، إِذا ما الْمَرْءُ أَصبح ثاقِلا*
والنوعُ الثاني (وهو ما يُفيدُ الظَّنَّ فَحَسْبُ) خمسةُ أفعال:
الأول: "جعلَ - بمعنى "ظنّ" كقوله تعالى: {وَجعلوا الملائكة - الذين هم عبادُ الرَّحمن - إناثاً}.
(فان كانت بمعنى "أوجد" أو بمعنى "أوجب"، تعدت الى واحد، كقوله تعالى: {وجعل الظلمات والنور} أي: خلق وأوجد، وتقول: (اجعل لنشر العلم نصيباً من مالك)، أي: اوجب. وان كانت بمعنى (صير) فهي من افعال التحويل. و (سيأتي الكلام عليها). وان كانت بمعنى (أنشأ) فهي من الافعال الناقصة التي تفيد الشروع في العمل، مثل: (جعلتِ الامةُ تمشي في طريق المجد)، أي: (أخذت وأنشأت).
والثاني: "حَجا" بمعنى "ظنَّ" - كقول الشاعر:
*قد كُنتُ أحجُو أبا عَمْرٍ أَخا ثِقَةٍ * حَتَّى أَلمَّتْ بِنا يوماً مُلِماتُ*
(فان كانت بمعنى (غلبة في المحاجة)، أو بمعنى (رد ومنع) أو بمعنى (كتم وحفظ) او بمعنى (ساق) فهي متعدية الى واحد، تقول: (حاجيته فحجوته)، أي: فاطنته فغلبته، و (حجوت فلاناً) أي منعته ورددته، و (حجوت السر)، أي كتمته وحفظته، و (حجت الريح سفينة)، أي ساقتها. وان كانت بمعنى (وقف أو أقام)، مثل: (حجا بالمكان، او بمعنى (بخل) مثل: (حجا بالشيء) أي: ضن به، (فهي لازمة).
والثالثُ: "عَدَّ" - "ظنَّ" كقول الشاعر:
*فَلا تَعْدُدِ الْمَوْلى شَريكَكَ في الغنى * وَلكنَّما الْمَوْلى شَريكُكَ في العُدْم*
(فان كانت (بمعنى "أحصى" تعدَّتْ إلى واحد مثل: "عددت الدراهم"، أي: (حسبتها واحصيتها).
(1/23)
________________________________________
والرابع: "زعَمَ" - بمعنى "ظنّ ظناً راجحاً" - كقول الشاعر:
*زَعَمَتْني شَيْخاً، ولست بِشَيْخٍ * إنَّما الشَّيْخُ مَنْ يَدِبُّ ذَبيبا*
والغالبُ في "زعَمَ" أن تُستَعمَلَ للظنِّ الفاسد، وهو حكاية قولٍ يكون مِظنَّةً للكذب، فيقال فيما يُشكّ فيه، أو فيما يُعتقدُ كذبُهُ، ولذلك يقولون: "زَعموا مطيِيَّةُ الكذب" أي: إنّ هذه الكلمة مركبٌ للكذب. ومن عادة العرب أنّ من قال كلاماً، وكان عندهم كاذباً، قالوا: "زَعمَ فلانٌ". ولهذا جاء في القرآن الكريم في كل موضع ذُمّ القائلون به.
وقد يردُ الزَّعم بمعنى القول، مُجرَّداً عن معنى الظنّ الرَّاجحِ، أو الفاسد، أو المشكوك فيه.
(فان كانت "زعم" بمعنى "تأمر ورأس"، أو بمعنى "كفل به" تعدّتْ الى واحد بحرف الجر، تقول: "زعم على القوم فهو زعيم"، أي: تأمر عليهمْ ورأسهم، و "زعم بفلان وبالمال"، أي كفل به وضمنه، وتقول: "زعم اللبن" أي: أخذ يطيب، فهو لازم).
والخامسُ: "هبْ" - بلفظ الأمر، بمعنى "ظُنَّ" - كقول الشاعر:
*فَقُلتُ: أَجِرْني أَبا خالدٍ * وإِلاّ فَهَبْني امرَءًا هالِكا*
(فان كانت امراً من الهبة، مثل: "هب الفقراء مالاً"، لم تكن من أفعال القلوب، بل هي من "وهب" التي تنصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبراً. على الفصيح فيها أن تتعدى الى الاول باللام، نحو: "هب للفقراء مالا". وان كانت امراً من الهيبة تعدت الى مفعول واحد، مثل "هب ربك"، أي: خفه).
(2) افعال التحويل
أفعالُ التحويل: ما تكونُ بمعنى "صيَّرَ". هي سبعةٌ: "صيَّر ورَدَّ وترَك وتَخِذ واتخذ وجعل ووهب".
وهي تنصبُ مفعولين أصلُهما مُبتدأ وخبرٌ.
فالأولُ مثل: "صيّرْتُ العدُوَّ صديقاً".
والثاني كقوله تعالى: {وَدّ كثيرٌ من أهل الكتاب لوْ يرُدُّونكم من بعد إِيمانِكم كُفَّاراً"، وقال الشاعر:
*رَمَى الحِدْثانُ نِسْوَةَ آل حَرْبٍ * بِمقْدارٍ سمَدْنَ لهُ سُمُودا*
(1/24)
________________________________________
*فردَّ شُعُوْرَهنَّ السُّودَ بِيضاً * ورَدَّ وُجوهَهُنَّ البِيضَ سُودا*
والثالثُ كقوله عزَّ وجل: {وتركنا بعضهم يومئذٍ يموجُ في بعضٍ"، وقول الشاعر:
*ورَبَّيْتهُ، حتى إِذا ما تَرَكْتُهُ * أَخا القومِ، واستَغْنى عن الْمَسْحِ شارِبُهُ*
والرابعُ: "تَخِذتُكَ صديقاً".
والخامسُ كقوله تعالى: {واتخذ اللهُ ابراهيمَ خليلا}.
والسادسُ كقوله سبحانهُ: و {قدِمْنا إلى ما عَمِلوا من عمل، فجعلناهُ هباءً منثوراً}.
والسابع مثل: وهبَني اللهُ فداء المُخلصين".
(وهذه الافعال لا تنصب المفعولين الا اذا كانت بمعنى "صير" الدالة على التحويل وان كانت "رد" بمعنى "رجع" - كرددته، أي: رجعته - و "ترك" بمعنى "خلى" - كتركت الجهل، أي: خليته و "جعل" بمعنى "خلق"؛ كانت متعدية الى مفعول واحد. وان كانت "هب" بمعنى أعطى لم تكن من هذا الباب، وان نصبت المفعولين، مثل: "وهبتك فرساً". والفصيح أن يقال: "وهبت لك فرساً".
ـــــ
المتعدي الى ثلاثة مفاعيل
المتعدِّي إلى ثلاثة مفاعيل، هو "أرى وأعلمَ وأنبأ ونَبَّأ وأخبرَ وخرَّ وحدثَ". ومُضارعها: "يُرِي ويُعلِمُ ويُنبِيءُ ويُنبِّىءُ ويُخبر ويُخبِّرُ ويحدِّث"، تقول: "أريتُ سعيداً الأمرَ واضحاً، وأعلمتُهُ إياهُ صحيحاً، وأنبأتُ خليلاً الخبرَ واقعاً، ونَبَّأته إيَّاهُ، أو أخبرتهُ إِياهُ، أو أخبرته إياهُ أو حدَّثتهُ إياهُ حقا".
والغالبُ في "أنبأ" وما بعدها أن تُبنى للمجهول، فيكون نائبُ الفاعلِ مفعولها الأول، مثل "أُنبئْتُ سليماً مجتهداً"، قال الشاعر:
*نُبِّئْتُ زُرْعَةَ، والسفاهَةُ كاسمِها، * يُهدِي إِليّ غَرائبَ الأَشعار*
وقال الآخرُ:
*نُبِّئْتُ أنَّ أبا قابوسَ أوعَدَني * ولا قَرارَ على زأرٍ من الأَسَد*
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية / الغلاييني ) ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه ) ضمن العنوان ( الفعل اللازم )
(1/25)
________________________________________
الفعلُ اللازمُ: هو ما لا يتعدى أثرُهُ فاعلَهُ، ولا يتجاوزُه إلى المفعول به، بل يبقى فى نفسِ فاعله، مثل: "ذهب سعيدٌ، وسافر خالدٌ".
وهو يحتاجُ إلى الفاعل، ولا يحتاجُ إلى المفعول به، لأنه لا يخرج من نفس فاعلِه فيحتاجُ إلى مفعول به يَقعُ عليه.
ويُسمى أيضاً. (الفعلَ القاصرَ) - لقُصوره عن المفعول به، واقتصاره على الفاعل - و (الفعلَ غيرَ الواقع) - لأنه لا يقع على المفعول به - و (الفعل غيرَ المُجاوِزِ) لأنه لا يجَاوِزُ فاعلهُ.
متى يكون الفعل لازما؟
يكونُ الفعل لازماً:
إذا كان من أفعال السجايا والغرائز، أَي الطبائع، وهي ما دَلّت على معنى قائم بالفاعل لازمٍ له - وذلك، مثل: "شَجع وجَبُنَ وحَسنُ وقَبحَ".
أو دلَّ على هيئة، مثل: طال وقصرَ وما أَشبه ذلك".
أو على نظافةٍ: كَطهر الثوبُ ونظُف.
أو على دنسٍ: كوسِخ الجسمُ ودنسَ وقذِر.
أو على عرضٍ غير لازمٍ ولا هو حركةٌ: كمرِض وكسِل ونشِط وفرح وحزن وشَبع وعطِش.
أو على لون: كاحمرَّ واخضرَّ وأدم.
أو على عيبٍ: كعَمش وعور.
أو على حلية: كنَجيل ودعج وكحل.
أو كان مُطاوعاً لفعلٍ مُتعدٍّ إلى واحد: كمددت الحبل فامتدَّ.
أو كان على وزن (فَعُل) - المضموم العينِ - كحسُن وشرُف وجمُل وكرُم.
أو على وزن (انفعل): كانكسر وانحطم وانطلق.
أو على وزن (افعلَّ): كاغبرَّ وازورَّ.
أو على وزن (افعالَّ): كاهامَّ وازوارَّ.
أو على وزن (افعلَلَّ): كاقشعرَّ واطمأنَّ.
أو على وزن (افعنلل): كاحرنجم واقعنسس.
متى يصير اللازم متعديا
يصيرُ الفعلُ مُتعدياً بأحدِ ثلاثة أشياء:
إما بنقله إلى باب (افعل) مثل: "أكرمتُ المجتهد".
وإما بنقله إلى باب (فعَل) - المَضعّف العين - مثل: "عظّمتُ العلماء".
وإما بواسطة حرف الجرِّ، مثل: "أعرِضْ عن الرذيلة، وتَمسَّكْ بالفضيلة".
سقوط حرف الجر من المتعدي بواسطة
(1/26)
________________________________________
إذا سقط حرفُ الجرِّ بعد المتعدي بواسطة، نصبت المجرورَ، قال تعالى: "واختار موسى قَومهُ سبعين رجلا"، أي: من قومه، وقال الشاعر:
*تَمُرُّون الدِّيارَ ولم تَعُوجُوا * كلامُكُم عَلَيّ إِذاً حَرام*
والأصلُ: تَمرّونَ بالديار. فانتصب المجرورُ بعد سُقوط الجارِّ.
وسُقوطُ الجار بعد الفعل اللازم سماعيٌّ لا يُقاسُ عليه، إلا في "أَنْ وأَنَّ"، فهو جائزٌ قياساً إذا منَ اللَّبْسُ، كقوله تعالى: {أَوَعَجِبتم أَن جاءكم ذكرٌ من ربِّكم على رجل منكم؟} أَي: من أَن جاءكم، وقولِه سُبحانهُ: {شهِدَ اللهُ أَنهُ لا إِله إِلا هُو}، أَي: بأنه.
فإن لم يُؤمن اللبْسُ لم يَجُزْ حذفهُ قبلها، فلا يجوز أن تقول: "رغِبت أَن أَفعل" لإشكال المُرادِ بعد الحذف، فلا يفهم السامعُ ماذا أَدرتَ: أَرغبتك في الفعل، أَو رغبتك عنه فيجبُ ذكرُ الحرف ليتعيَّن المُرادُ، إِلا إِذا كان الابهامُ مقصوداً لتعمية المعنى المرادِ على السامع.
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية / الغلاييني ) ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه ) ضمن العنوان ( المعلوم والمجهول )

ينقسم الفعل باعتبار فاعله الى معلوم ومجهول. فالفعل المعلوم: ما ذُكر فاعِلهُ في الكام نحو: "مصَّرَ المنصورُ بغداد".
وإذا اتصل بالماضي الثلاثيّ المجرّد المعلوم - الذي قبل آخره ألفٌ - ضميرُ رفعٍ متحركٌ، فإن كان من باب (فَعَلَ يَفْعلُ) - نحو: "سامَ يَسومُ، ورام يرومُ، وقاد يقُودُ" ضُم أوله، نحو: سُمْتُه الأمر، ورُمْتُ الخير، وقُدْتُ الجيش".
وإن كان من باب (فعل يفعِلُ) - نحو: "باع يبيعُ وجاء يجيء، وضامَ يضيمُ". أو من باب (فعل يفعلُ) - نحو: "نال ينالُ، وخاف يخافُ" - كُسِرَ أَولهُ، نحو: "بِعتُهُ، وجِئتُهُ، وضِمت الخائنَ، ونِلْتُ الخير وخِفْتُ الله".
(1/27)
________________________________________
والفعلُ المجهول: ما لم يُذكر فاعله في الكلام بل كان محذوفاً لغرضٍ من الأغراض: إما للايجاز، اعتماداً على ذكاء السامع، وإما للعلم به، وإما للجهل به، وإما للخوف عليه، وإما للخوف منه، وإما لتحقيره؛ فتُكْرِمُ لسانك عنه، وإما لتعظيمه تشريفاً له فتكرمُه أن يُذكر، إن فعل ما لا ينبغي لمثله أن يفعله، وإما لإبهامه على السامع.
وينوبُ عن الفاعل بعد حذفه المفعولُ به، صريحاً، مثل: "يُكرَم المجتهدُ"، أو غير صريح، مثل: "أَحسنْ فيحسَن إليك"، أو الظَرفُ، مثل: "سُكنت الدارُ وسُهرتِ الليلةُ"، أو المصدرُ، مثل: "سِير سيرٌ طويل".
(ولنيابة الظرف والمصدر عن الفاعل شروط ستراها في الجزء الثاني، في "مبحث نائب الفاعل" ان شاء الله).
ولا يُبنى المجهولُ إلا من الفعل المتعدي بنفسه، مثل: "يُكرم المجتهدُ"، أَو بغيره، مثل: يُرْفَقُ بالضعيف".
وقد يُبنى من اللازم، إن كان نائبُ الفاعل مصدراً نحو: "سُهر سهرٌ طويلٌ" أو ظرفاً، مثل: "صيم رمضانُ".
بناء المعلوم للمجهول
متى حُذفَ الفاعلُ من الكلام وجب أن تتغيّر صورة الفعل المعلوم.
فإن كان ماضياً يُكسر ما قبل آخره، ويُضم كل مُتحرك قبله، فتقولُ كسر وأَكرم وتعلم واستغفر. "كُسِر واكرِمَ وتُعلِّمَ واسْتُغْفِرَ"
وإن كان مضارعاً يُضمّ اوَّلهُ، ويُفتح ما قبلَ آخره، فتقول في: يَكسِرُ ويُكرِمُ ويَتعلمُ ويَستغفِرُ: "يُكسَرُ ويُكرَمُ ويُتعلَّمُ ويستغفَرُ".
أما فعلُ الأمرِ فلا يكونُ مجهولاً أبداً.
بناء ما قبل آخره حرف علة للمجهول
إذا أُريدَ بناءُ الماضي - الذي قبلَ آخره ألفٌ - للمجهول (إن لم يكن سُداسيّاً) تُقلبُ ألفه ياءً، ويُكسَرُ كلُّ متحرَّكٍ قبلَها، فتقولُ في: باعَ وقال: "بِيع وقيلَ"، وفي ابتاعَ واقتادَ واجتاحَ: "ابتِيعَ واقتيدَ واجْتِيحَ"؛ والأصل: "يُبِيعَ وقُوِلَ وابتِيعَ واقتُوِدَ واجتُوِح".
(1/28)
________________________________________
فإِن كان على ستة أحرفٍ - مثل: استتابَ واستماحَ - تُقلَب ألِفُه ياءً، وتُضَمّ همزتُه وثالثُه، ويُكسَر ما قبلَ الياءِ، فتقول: "أَستُتيبَ وأُستُميحَ".
وإن اتصلَ بنحو "سِيمَ ورِيمَ وقِيدَ" من كل ماضٍ مجهول ثلاثيٍّ أجوفَ - ضميرُ رفعٍ متحركٌ، فإن كان يُضَمُّ أوَّلُه في المعلوم نحو: "سُمتُه الأمرَ، ورُمتُ الخيرَ، وقُدْتُ الجيشَ" كُسِرَ في المجهول، كيلا يَلتبسَ معلوم الفعل بمجهوله، فتقولُ: "سِمتُ الأمر، ورِمتُ بخيرٍ، وقِدتُ للقضاءِ".
وإن كان يُكسَرُ أَوَّله في المعلوم - نحو: "بعته الفرَسَ وضمتُه، ونِلته بمعروفٍ" ضُمَّ في المجهول، فتقول "بُعت الفرَسَ، وضُمت، ونُلْتُ بمعروفٍ".
وإذا اريدج بناءُ المضارع - الذي قبلَ آخرِه حرفُ مدٍّ - للمجهول، يُقلَب حرفُ المدِّ ألفا، فتقول في: يقولُ ويبيعُ: "يُقالُ ويُباعُ"، وفي: يستطيعُ ويَستتيبُ: يُستطاعُ ويُستتابُ".
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية / الغلاييني ) ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه ) ضمن العنوان ( الصحيح والمعتل )

ينقسم الفعلُ - باعتبار قوةِ أحرفه وضَعفها - إلى قسمينِ: صحيحٍ، ومُعتلٍّ.
فالصحيح: ما كانت أحرُفه الأصلية أحرفاً صحيحة مثل: "كتبَ وكاتبَ".
وهو ثلاثة أقسامٍ: سالِمٌ، ومهموزٌ، ومُضاعَفٌ.
فالسالم: ما لم يكن أحدُ أحرفهِ الأصليّةِ حرفَ علّة. ولا همزة، ولا مضعَّفاً، مثل: "كتب وذهب وعلمَ".
والمهموز: ما كان أحدُ أحرفِه الأصليةِ همزة.
وهو ثلاثة أقسامٍ: مهموزُ الفاء: كأخذ، ومهموزُ العين كسألَ، ومهموزَ اللام: كقرَأ.
والمضاعفُ: ما كان أحدُ أحرفِه الأصليةِ مُكرّراً لغيرِ زيادة.
وهو قسمان: مضاعَفٌ ثُلاثيٌّ: كمدَّ ومَرَّ، ومضاعَفٌ رُباعيّ: كزَلزَلَ ودمدمَ.
فإن كان المكرَّرُ زائداً - كعظَّمَ وشَذَّبَ واشتدَّ وادهامَّ واعشوشبَ - فلا يكون الفعل مضاعفاً.
والفعلُ المعتلُّ: ما كان أحد أحرفهِ الأصليَّة حرفَ عِلَّة، مثل: "وَعَدَ وقالَ ورَمى".
(1/29)
________________________________________
وهو أربعةُ أقسام: مثالٌ، وأجوفٌ، وناقصٌ، وَلفيفٌ.
فالمثال: ما كانت فاؤُهُ حرفَ علَّة: كوَعَدَ ووَرِثَ.
والأجوفُ: ما كانت عينُه حرفَ علة كقالَ وباع.
والناقصُ: ما كانت لامُه حرف علة كرَضِيَ ورمى.
واللَّفيفُ: ما كان فيه حرفانِ من أحرف العلة أصليَّان، نحو: "طَوى ووَفى".
وهو قسمانِ: لفيفٌ مقرونٌ، ولفيفٌ مفروق.
فاللَّفيف المقرون: ما كان حَرفا العلةِ فيه مُجتمعينِ، نحو: "طوى ونوى".
واللفيفُ المفروقُ: ما كان حرفا العلةِ فيه مُفترقينِ، نحو: "وَفى ووَقى".
ويُعرَفُ الصحيحُ والمعتلُّ من الأفعالِ - في المضارع والمزيدِ فيه - بالرُّجوع إلى الماضي المجرَّد.
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية / الغلاييني ) ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه ) ضمن العنوان ( المجرد والمزيد فيه )

الفعلُ - بِحسَبِ الأصلِ - إما ثلاثيّ الأحرفِ، وهو: ما كانت أحرفهُ الأصلية ثلاثةً. ولا عِبرةَ بالزائد، مثل: حَسُنَ وأَحسَّنَ، وهَدى واستهدى".
وإما رُباعيَّها: وهو: ما كانت أَحرفهُ الأصليه أربعةً ولا عبرةَ بالزائد، مثل: "دحرَجَ وَتدَحرجَ وَقشعرَ واقشعرَّ".
وكلٌّ منهما إما مجرَّدٌ وإما مزيدٌ فيه.
فالمجردُ ما كانت أحرفُ ماضيه كلُّها أصلية (أي، لا زائدَ فيها)، مثل: "ذهبَ ودحرجَ".
والمزيدُ فيه: ما كان بعضُ أحرفِ ماضيهِ زائِداً على الأصل، مثل: "أذهبَ وَتدحرجَ".
وحروفُ الزيادة عشَرَةٌ يجمعها قولك: "سألتُمونيها".
ولا يُزادُ من غيرها إلاَّ كان الزائدُ من جنس أحرف الكلمة كعَظَّمَ واحمَرَّ.
وأقلُّ ما يكونُ عليه الفعلُ المجرَّدُ ثلاثة أحرف. واكثر ما يكون عليه أربعة أحرف. وأكثر ما ينتهي بالزيادة إلى ستَّة أحرف.
والفعل المجرَّد قسمانِ:
مجرَّدٌ ثلاثيّ، وهو: ما كانت أحرف ماضيه ثلاثةً فقطْ من غير زيادةٍ عليها، مثل: "ذهبَ وقرأ وكتبَ".
مجرَّدٌ رباعيٌّ، وهو، ما كانت أحرفُ ماضيه أربعةً أصلية فقطْ، لا زائدَ عليها مثل: "دحرجَ ووسوسَ وزلزلَ".
(1/30)
________________________________________
والمَزيدُ فيه قسمان أيضاً:
مزيدٌ فيه على الثُّلاثي، وهو: ما زيدَ على أحرف ماضيه الثلاثة حرفٌ واحدٌ، مثل: "أكرمَ"، أو حرفانِ، مثل: "انطلقَ"، أو ثلاثة أحرفٍ مثل: "استغفرَ".
ومَزيدٌ فيه على الرُّباعي، وهو: ما زيدَ فيه على أحرف ماضيه الأربعة الأصليةِ حرفٌ واحدٌ نحو: "تَزلزلَ"، او حرفان، نحو: "احرنجمَ".
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية / الغلاييني ) ضمن الموضوع ( الفعل وأقسامه ) ضمن العنوان ( الجامد والمتصرف )

الفعلُ - من حيث أداؤُهُ معنىً لا يتعلَّقُ بزمان، أو يَتعلقُ به - قسمان: جامدٌ ومُتصرفٌ.
(لأنه، ان تعلق بزمان؛ كان ذلك داعياً الى اختلاف صوره، لافادة حدوثه في زمان مخصوص. وإن لم يتعلق بزمان، كان هذا موجباً لجموده على صورة واحدة).
الفعل الجامد
الفعلُ الجامد: هو ما أشبهَ الحرفَ، من حيث أداؤه معنًى مُجرَّداً عن الزمان والحدَثِ المُعتبرينِ في الأفعال، فلزِمَ مِثله طريقةٍ واحدةٌ في التعبير، فهو لا يَقبَلُ التحوُّلَ من صورةٍ إلى صورة، بل يلزَمُ صورةً واحدةً لا يُزايِلُها وذلك مثل: "ليسَ وعَسى وهَبَّ ونِعمَ وبِئسَ".
(فالفعل الجامد - كما علمت - لا يتعلق بالزمان، وليس مراداً به الحدث. فخرج بذلك عن الأصل في الأفعال من الدلالة على الحدث والزمان، فأشبه الحرف من هذه الجهة، فكان مثله في جموده ولزومه صيغة واحدة في التعبير. وإذا كان مجرداً عن معنى الحدث والزمان لم يحتج الى التصرف، لان معناه لا يختلف باختلاف الازمنمة الداعي الى تصريف الفعل على صور مختلفة، لأداء المعاني فى أزمنتها المختلفة، فمعنى الترجّي المفهوم من (عسى) ومعنى الذم المفهوم من (بئس) ومعنَى المدح المفهوم من (نعم)، ومعنى التعجب المفهوم من (ما أشعر زهيراً)، لا يختلف باختلاف الزمان, لان الحدوث فيها غير مراد ليصح وقوعه في أزمنة مختلفة تدعو إلى تصرفه على حسبها.
(1/31)
________________________________________
فشبه الفعل بالحرف يمنعه التصرف ويلزمه الجمود، كما أن شبه الاسم بالحرف يمنعه أن يتأثر ظاهراً بالعوامل، فلزم آخره طريقة واحدة لا ينفك عنها، إن اختلفت العوامل الداعية إلى تغير الآخر. فالجمود في الفعل كالبناء في الإسم، كلاهما مسبب عن الشبه بالحرف).
وهو، إما ان يُلازمَ صيغةَ الماضي، مثل: "عسى وليسَ ونِعْمَ وبِئس وتبارك اللهُ" (أي: تقدَّسَ وتنزَّهَ)، أو صيغةَ المضارع، مثل: "يَهبطُ" (بمعنى يصيحُ ويَضِجُّ)، أو صيغةَ الأمر، مثل: "هَبْ وهاتِ وتعالَ"، ومثل: "هلُمَّ" في لغة تَمِيمٍ.
(هلم - في لغة تميم - فعل أمر، لأنه عندهم يقبل علامته، فتلحقه الضمائر، نحو: "هلمي وهلما وهلموا وهلمين". أما في لغة الحجاز فهي اسم فعل أمر لأنها تكون عندهم بلفظ واحد للجميع، فلا تلحقها الضمائر، فتقول: "هلم" بلفظ واحد للواحد والواحدة والاثنين والاثنتين والجمع المذكر والمؤنث. وبها نزل القرآن الكريم، قال تعالى: "هلم شركاءكم").
ومن الأفعال الجامدة "قَلَّ" - بصيغة الماضي - للنفي المَحضِ، فترفعُ الفاعلَ مَتلُوًّا بصفةٍ مُطابقةٍ له نحو: "قَلَّ رجلٌ يفعلُ ذلك، وَقلَّ رجلانِ يفعلانِ ذلك"، بمعنى: "ما رجلٌ يفعلُ ذلك".
(ذكر ذلك السيوطي في "همع الهوامع": غير أن الكثير في استعمالها للنفي إذا كانت ملحقة بما الزائدة الكافة كمنا سيأتي).
قال سِيبويه: "كما في القاموس وشرحهِ"، يقال: "قُلُّ رجلٍ (بِضمِّ القاف) وأَقلُّ رجلٍ يقول ذلك إِلاَّ زيدٌ"، أي: ما رجلٌ يقوله إِلا هو.
(ومما حينئذ اسمان مرفوعان بالابتداء، ولا خبر لهما، لمضارعتهما حرف النفي. والجملة بعدهما في محل جر صفة للمجرور بالاضافة لهما).
وإذا لحِقته (ما) الزائدةُ كفَّتهُ عن العمل، فلا يَليه حينئذ إلا فعلٌ. ولا فاعلَ له، لجريانهِ مجرى حرف النفي، نحو: "قلَّما فعلتُ هذا، وقَلما أفعلهُ"، أي: ما فعلت، ولا أفعل، ومنه قول الشاعر:
(1/32)
________________________________________
*قَلَّما يَبْرَح اللَّبيبُ، إِلى ما * يُورِثُ المجدَ، داعياً أو مُجيبا*
أي: لا يزالُ اللبيب داعياً. وقد يليه الاسم في ضرورة الشعر، كقوله:
*صدَدْتِ، فأطوَلتِ الصُّدودَ، وقَلَّما * وِصالٌ على طُول الصُّدود يَدُومُ*
(وقد يراد بقولك: "قلما أفعل" اثبات الفعل القليل (كما في الكليات لأبي البقاء) غير ان الكثير استعمالها للنفي الصرف).
ومما يدل على أنها للنفي المحض أداؤها معنى (لا) النافية في البيت السابق: "قلما يبرح اللبيب ... لأن (برح) وأخواتها لا تعمل عمل (كان) الناقصة إلا إذا تقدمها نفي أو شبهه، كما هو معروف. ومما يدل على ذلك أيضاً أنها إذا سبقت فاء السببية أو المعية نصب الفعل بعدهما، كقولك: "قلّ رجل يهملُ فينجحَ، ومما يدل على ما ذكر صحة الاستثناء بعدهما كما يستثنى من المنفي نحو: "قلما يفعل هذا إلا كريم" - كما تقول: "لا يفعله إلا كريم". وهذا اللفظ كما في النهاية - مستعمل في نفي أصل الفعل، كقوله تعالى: "قليلا ما يؤمنون". أي: فهم لا يؤمنون. ومنه الحديث: "إنه كان يقلّ اللغو" أي: كان لا يلغو).
ومثل: "قلَّما" في عدم التَّصرُّفِ "طالما وكثُرَ ما، وقَصُرَ ما، وشَدَّ ما فإنَّ (ما) فيهنَّ زادة للتوكيد، كافةٌ لهنَّ عن العمل، فلا فاعلَ لهنَّ. ولا يَليهنّ إلا فعلٌ، فَهُنَّ كقلما.
_______________الاسم الممدود
(1/66)
________________________________________
الاسم الممدودُ: هو اسمٌ مُعربٌ، آخرُهُ همزةٌ قَبلها ألفٌ زائدةٌ، مثل: "السَّماءِ والصَّحراءِ".
(فان كان قبل آخره ألفٌ غير زائدة فليس باسمٍ ممدودٍ، وذلك مثل: "الماء والداء". فهذه الألفُ ليست زائدة، وانما هي منقلبة. والاصل: "مَوَء ودَوَء". بدليل جمعهما على "أمواء وأدواء").
وهمزتُهُ إمَّا أن تكون أصليةً، كقُرَّاءٍ، وَوُضّاءٍ لأنهما من "قرأَ وَوُضوءَ".
وإمَّا أنْ تكون مُبدَلة من واو أو ياء. فالمبدلةُ من الواو مثل: "سَماءٍ وعدّاءٍ" وأَصلُهما: "سَماوٌ وعدّوٌ" لأنهما من "سما يَسمو، وعدا يعدو". والمبدَلةُ من الياءِ، مثل: "بنَّاء ومَشَّاء"، وأَصلُهما: "بِنايٌ ومَشايٌ" لأنهما من "بنى يَبني، ومشى ويمشي". وإما أن تكون مزيدة للتأنيث: كحسناءَ وحمراء، لأنهما من الحُسنِ والحُمرة.
وإما أن تكون مزيدة للإلحاق: كحِرباءِ وقوباءِ.
والممدودُ قسمان: قياسيٌّ وسماعيٌّ.
الممدود القياسيُّ
الإسمُ الممدودُ القياسيُّ في سبعة أنواع من الاسماء المعتلَّة الآخر.
والأولُ: مصدرُ الفعلِ المزيد في أوله همزةٌ، "آتى إيتاء، وأعطى إعطاء، وانجلى انجلاءً، وارعوى ارعواء، وارتأى ارتئاء، واستقصى استقصاء".
الثاني: ما دلّ على صوت، من مصدرِ الفعل الذي على وزن: "فَعلَ يَفْعُلُ" (بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع) مثل: "رَغا البعيرُ يرغو رغاءً، وثَغَثِ الشّاةُ تَثغو ثُغاء".
الثالثُ: ما كان من المصادر على "فِعال" (بكسر الفاءِ) مصدراً لِفاعلَ مثل: "والى ولاء" "وعادي عِداء، ومارى مِراء، وراءى رِئاء، ونادى نداء، ورامى رِماء".
الرابعُ: ما كان من الأسماء على أربعة أحرف، مما يُجمعُ على (أَفعِلة) مثل: كِساء وأَكسية ورِداء وأردية، وغطاء وأغطية، وقباء وأقبية".
الخامسُ: ما صِيغ من المصادر على وزن (تَفْعال) أو (تِفْعال)، مثل: "عدا يعدو تعداء، ومشى يمشي تمشاء".
(1/67)
________________________________________
السادسُ: ما صيغ من الصفاتِ على وزن (فَعَال) أو (مِفْعال) للمبالغة، مثل: "العدَّاءِ والمِعطاء".
السابعُ: مؤنثُ "أفعلَ" لغيرِ التفضيل، سواءٌ أكان صحيحَ الآخر، مثل: "أحمرَ وحمراء، وأعرجَ وعرجاء؛ وأنجلَ ونجلاء، أم مُعتلّة، مثل: أحوى وحَوَّاء، وأعمى وعَمياء، وألمى ولمياء".
الممدود السماعي
الاسمُ الممدودُ السّماعيُّ يكون في غير هذه المواضِع السبعة مما ورَدَ ممدوداً، فَيُحفَظُ ولا يُقاسُ عليه. وذلك مثل: "الفَتاءِ والسَّناءِ والغَناءِ والثّراءِ.
قصر الممدود ومد المقصور
يجوزُ قَصرُ الممدود، فيقال في دُعاء "دُعا" وفي صفراء: "صفرا".
ويَقبُحُ مدُّ المقصور: فيقبُحُ أن يقالَ في عصا: "عصاء. وفي غِنى: "غِناء".
الاسم المنقوص
الاسمُ المنقوصُ: هو اسمٌ معرَب آخرُه ياءٌ ثابتةٌ مكسورٌ ما قبلها، مثل: "القاضي والرَّاعي".
(فان كانت ياؤه غير ثابتة فليس بمنقوص، مثل: "أحسن الى أخيك". وكذا ان كان ما قبلها غير مكسور. مثل: "ظبي وسعي").
وإذا تَجرَّدَ من (ألْ) والإضافةِ حذفتْ ياؤهُ لفظاً وخطًّا في حالتي الرَّفع والجرِّ، نحو: "حكمَ قاضٍ على جانٍ"، وثبتتْ في حال النصب، نحو: "جعلك اللهُ هادياً إلى الحق، داعياً إليه".
أما معَ (أل) والإضافة فَتثبُتُ في جميع الأحوال، نحو: "حكم القاضي على الجاني" و "جاء قاضي القُضاة".
وترد إليه ياؤُهُ المحذوفة عند تثنيته، فتقول في قاضٍ: "قاضيان"
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية / الغلاييني ) ضمن الموضوع ( الاسم وأقسامه ) ضمن العنوان ( اسم الجنس واسم العلم )

الاسمُ أيضاً على نوعين: اسمُ جنس، واسمُ عَلَم.
اسم الجنس
اسمُ الجنسِ: هو الذي لا يختصُّ بواحد دون آخرَ من أفراد جنسه: كرجل وامرأة ودار وكتاب وحصان.
ومنه الضمائرُ، وأسماءُ الاشارة، والأسماءُ الموصوله، وأسماءُ الشرط، وأسماءُ الاستفهام. فهي أسماءُ أجناس، لأنها لا تختصُّ بفرد دون آخر.
(1/68)
________________________________________
ويُقابلهُ العَلَمُ، فهو يختصُّ بواحد دون غيره من أفراد جنسه.
(وليس المرادُ بإسم الجنس ما يقابل المعرفة، بل ما يجوز اطلاقه على كل فرد من الجنس. فالضمائر، مثلا، معارف، غير أنها لا تختص بواحد دون آخر. فإنّ "أنت": ضمير للواحد المخاطب. ويصح أن تخاطب به كل من يصلح للخطاب.و "هو": ضمير للغائب. ويصح أن يكنى به عن كل مذكر غائب. و "أنا": ضمير للمتكلم الواحد. ويصح أن يكنى به عن نفسه كل متكلم. فأنت ترى أن معناها يتناول كل فرد. ولا يختص بواحد دون آخر. وقس على ذلك أسماء الإشارة والأسماء الموصولة.
فإسم الجنس انما يقابل العلم: فذاك موضوع ليتناول كل فرد. وهذا مختص بفرد واحد لا يتناول غيره وضعاً).
اسم العلم
العَلَمْ: اسمٌ يَدُلُّ على معيّن، بحسَب وضعه، بلا قرينة: كخالد وفاطمةَ ودِمَشقَ والنّيلِ.
ومنه أسماء البلاد والأشخاص والدُّولِ والقبائل والأنهار والبحار والجبال.
(وإنما قلنا: "بحسب وضعه"، لأن الاشتراك بحسب الإتفاق لا يضر؛ كخليل المسمى به أشخاص كثيرون، فاشتراكهم في التسمية انما كان بحسب الإتفاق والتصادف، لا بحسب الوضع، لأن كل واحد من الواضعين انما وضع هذا الاسم لواحد بعينه. أما النكرة: كرجل، فليس لها اختصاص بحسب الوضع بذات واحدة، فالواضع قد وضعها شائعة بين كل فرد من أفراد جنسها، وكذا المعرفة من أسماء الأجناس: كالضمائر وأسماء الإشارة، كما قدمنا.
والعلم يعين مسماه بلا قرينة: أما بقية المعارف، فالضمير يعين مسماه بقرينة التكلم أو الخطاب أو الغيبة. واسم الإشارة يعينه بواسطة إشارة حسية أو معنوية. واسم الموصول يعينه بواسطة الجملة التي تذكر بعده. والمعرّف بأل يعينه بواسطتها. والنكرة المقصودة بالنداء تعينه بواسطة قصدها به. والنكرة المضافة إلى معرفة تعينه بواسطة إضافتها إليها).
(1/69)
________________________________________
وينقسمُ العَلمُ إلى علم مفرد كأحمد وسليم، ومُركّب إضافيّ. كعبدِ الله وعبد الرحمن، ومركب مزجيّ: كبعلبكّ وسيبويهِ، ومركب إسناديّ: كجادَ الحقُّ وتأبط شرًّا (عَلَمينِ لرجلينِ) وشابَ قَرْناها (عَلَماً لامرأة).
وينقسم أيضاً إلى اسم وكنية ولقب، وإلى مُرتجل ومنقول، وإلى علَم شخص وعلمِ جنس. ومن أنواعه العَلمُ بالغَلبة.
الاسم والكنية واللقب
العَلمُ الإسمُ: ما وُضعَ لتعيينِ المُسمّى أولاً، سواءٌ أدلَّ على مدح، أم ذم، كسعيد وحنظَلةَ، أمْ كان لا يَدُلُّ، كزيد وعمرو. وسواءٌ أُصدّرَ بأب أو أم، أم لم يُصدَّر بهما، فالعبرةُ بإسميَّةِ العلم إنما هو الوضعُ الأوَّليُّ.
والعلمُ الكُنيةُ: ما وضعَ ثانياً (أي بعد الاسم) وصُدّرَ بأب أو أمّ: كأبي الفضلِ، وأُمَّ كلُثوم.
والعلمُ اللّقبُ: ما وُضعَ ثالثاً (أي بعد الكُنية) وأشعرَ بمدح: كالرَّشيد وزَينِ العابدين، أو ذمٍّ: كالأعشى والشَنْفري، أو نسبة إلى عشيرة أو قبيلة أو بلدة أو قُطر: كأن يُعرَفَ الشخصُ بالهاشميّ أو التَمميَ أو البغداديٍّ أو المِصريِّ.
ومن كان لهُ علمٌ مُصدَّر بأب أو ام، ولم يُشعِر بمدح أو ذمّ، ولم يوضع له غيرُه كان هذا العلمُ اسمَهُ وكُنيتهُ. ومن كان له علمٌ يدلُّ على مدح أو ذمّ، ولم يكن مصدَّراً بأب أوْ أمٍّ، ولم يكن له غيرُه، كان اسمَهُ ولقبه. فإن صُدِّرَ - مع إِشعارِه بمدح أو ذمّ - بأب أو أُمّ، كان اسمه وكنيته ولقبه. فالمشاركةُ بين الاسم والكُنية واللّقب قد تكون، إن وضِعَ ما يَصلحُ للمشاركةِ وضعاً أوَّليًّا.
أحكام الاسم والكنية واللقب
إذا اجتمع الاسمُ واللّقبُ يُقدَّم الاسمُ ويؤخرُ اللّقب: كهارون الرشيد، وأُوَيس القَرنيّ. ولا ترتيب بين الكنية وغيرها تقول: "أبو حفْصَ عُمَرُ أو عمرُ أبو حفصٍ".
(1/70)
________________________________________
وإذا اجتمع علمانِ لِمُسمًّى واحد، فإن كانا مفردَين أَضفتَ الأولَ إلى الثاني، مثل: "هذا خالد تميم". ولك أَن تتبع الآخر الاولَ في إعرابه على أنه بدلٌ منه أَو عطفُ بيان له، فتقول: "هذا خالدٌ تميمٌ"، إلا إن كان الاول مسبوقاً بأل، أو كان الثاني في الاصلِ وصفاً مُقترناً بأل، فيجب الاتباع، مثل: "هذا الحارث زيدٌ، ورحمَ الله هارون الرَّشيدَ، وكان حاتمُ الطّائيُّ مشهوراً بالكرم".
وإِن كانا مُركبين، أَو كان أَحدُهما مفرداً والآخر مُركباً، أَتبعت الثانيَ الأوَّل في إعرابه وجوباً، تقول: "هذا أبو عبدِ الله محمدٌ" ورأيتَ أَبا عبد الله محمداً، ومررتُ بأبي عبد الله محمد"، وتقول: "هذا عليٌّ زينُ العابدينَ، ورأَيت عليًّا زينَ العابدين، ومررت بعليّ زينِ العابدين"، وتقول: "هذا عبدُ الله عَلمُ الدِّين، ورأَيت عبدَ الله علمَ الدِّين، ومررت بعبد الله علمِ الدين".
العلم المرتجل والعلم المنقول
العَلمُ المُرتجل: مالم يسبِق له استعمالٌ قبل العلميّة في غيرها بل استُعمل من أول الأمر علماً: كسعادَ وعُمرَ.
والعلمُ المنقول (وهو الغالب في الأعلام): ما نقل عن شيء سبق استعماله فيه قبل العلميّة.
وهو إما منقولٌ عن مصدر كفضل وإِما عن اسم جنس: كأسد: وإما عن صفة: كحارث ومسعود وسعيد، وإما عن فعل: كشمَّر وأبان ويَشكر ويحيى واجذِمْ وقُمْ وإما عن جملة: كجاد الحقُّ، وتأبط شرًّا.
علم الشخص وعلم الجنس
العلَمُ الشَّخصي: ما خُصِّصَ في أصل الوضع بِفردٍ واحدٍ، فلا يتناولُ غيرَهُ من أفراد جنسه: كخالدٍ وسعيدٍ وسعادَ. ولا يَضره مشاركةُ غيرِهِ إيَّاهُ في التَّسمية، لانَّ المشاركة إنما وقعت بحسَب الإتفاق، لا بحسبِ الوضع. وقد سبقَ الكلامُ عليه.
(1/71)
________________________________________
والعَلم الجنسيُّ ما تناولَ الجنسَ كلَّهُ غيرَ مُختصٍّ بواحدٍ بعينهِ: كأسامةِ (عَلماً على الاسدِ)، وأبي جَعْدةَ (على الذئب)، وكسرى (على من مَلَكَ الفُرسَ)، وقيصرَ (على من ملكَ الرُّومَ)، وخاقان (على من ملكَ التُّركَ)، وتُبَّعٍ (على من ملك اليمنَ)، والنَّجاشي (على من ملك الحبشة)، وفِرْعَونَ (على من ملكَ القبطَ)، والعزيز (على من ملكَ مصرَ).
وهو يكونُ اسماً: كثُعالى، (للثَّعلب)، وذُؤالة، (للذئب). ويكونُ كُنيةً: كأمِّ عِرْيَطٍ (للعقربِ)، وأمِّ عامر (للضَّبُعِ)، وأبي الحارثِ (للأسد)، وأبي الحُصَين (للثَّعلبِ). ويكون لقباً: كالأخطلِ (للهِرِّ)، وذي النَّابِ (للكلب).
وقد يكونُ علماً على المعاني: كبرَّةَ (علماً على البِرّ) وفَجارِ على الفَجْرةِ، وكَيْسانَ (على الغَدرِ)، وأمِّ قَشْعمٍ (على الموت)، وأمِّ صَبورٍ (على الأمر الشديد)، وحَمادِ للمَحْمَدة، ويَسارِ (للمَيسرة).
(وعلم الجنس نكرة في المعنى، لانه غيرُ مختص بواحد من افراد جنسه كما يختصُ علم الشخص. وتعريفُه انما هو من جهة اللفظ، فهو يعامل معاملة علم الشخص في أحكامه اللفظية والفرق بينهما هو من جهة المعنى، لان العلم الشخصي موضوع لواحد بعينه، والموضوع الجنسي موضوع للجنس كله. أما من جهة اللفظ فهو كعلم الشخص من حيث أحكامه اللفظية تماماً، فيصح الابتداء به مثل: "ثعالة مراوغ"؛ ومجيء الحال منه، مثل: "هذا أسامة مقبلا". ويمتنع من الصرف إذا وجد مع العلمية علة أُخرى، مثل: "ابتعد من ثعالة". ولا يسبقه حرف التعريف؛ فلا يقال: "الأسامة"، كما يقال: "الأسد". ولا يضاف، فلا يقال: "أسامة الغابة"؛ كما تقول: "أسد الغابة". وكل ذلك من خصائص المعرفة. فهو بهذا الإعتبار معرفة.
(1/72)
________________________________________
والفرق بينه وبين اسم الجنس النكرة، أن اسم الجنس نكرة لفظاً ومعنى. أما معنىً فلعدم اختصاصه بواحد معين، وأما لفظاً فلانه تسبقه "أل" فيعرف بها، ولانه لا يبتدأ به ولا تجيء منه الحال. وأما علم الجنس فهو نكرة من حيث معناه، لعدم اختصاصه، معرفة من حيث لفظه، فله أحكام العلم اللفظية كما قدمنا.
ولا فرق بينه وبين المعرف بأل الجنسية من حيث الدلاة على الجنس برمته، ومن حيث التعريف اللفظي، تقول: "أسامة شجاع، كما تقول: "الاسد شجاع"، فهما نكرتان من جهة المعنى، معرفتان من جهة اللفظ. فعلم الجنس عند التحقيق كالمعرف بأل الجنسية من حيث المعنى والإستعمال اللفظي).
العلم بالغلبة
وقد يَغلِبُ المُضافُ إلى معرفةٍ والمُقترِنُ بأل العهديةِ على ما يُشارِكُهما في الدَّلالة، فيصيرانِ عَلمينِ بالغَلبة، مُختصَّينِ من بين سائر الشُّركاء بواحدٍ، فلا ينصرفان إلى غيره. وذلك: كابنِ عباسٍ وابنِ عُمرَ وابن مالك والعَقَبةِ والمدينة والألفيّة، فهيَ أعلامٌ بغَلبَةِ الإستعمال، وليستْ أعلاماً بحَسَبِ الوضعِ.
(فابن عباس: هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب. وابن عمر: هو عبد الله بن عمر بن الخطاب. وابن مالك: هو محمد بن مالك: صاحب الأرجوزة الألفية المشهورة في النحو. والعقبة: ميناء على ساحل البحر الاحمر. والمدينة: مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان اسمها يثرب، والالفية هي الأرجوزة النحوية التي نظمهاابن مالك. وكل هذه الأعلام يصح إطلاقها في الأصل على كل ابن للعباس وعمر ومالك، وعلى كل عقبة ومدينة وألفية. لكنها تغلبت بكثرة الإستعمال على ما ذكر فكانت عليها بالغلبة).
إعراب العلم
الَعلمُ المُفردُ يُعرَبُ كما يقتضيه الكلامُ: من رفعٍ أو نصبٍ أو جرٍّ، نحو: "جاء زهيرٌ، ورأيتُ زهيراً ومررتُ بزهيرٍ".
والمركّبُ الإضافيُّ يُعرَبُ جُزؤهُ الأوَّلُ كما يقتضيه الكلامُ، ويُجبر الجزءُ الثاني بالإضافة.
(1/73)
________________________________________
والمركبُ المزجيُّ يكون جزؤهُ الاول مفتوحاً دائماً، وجزؤهُ الثاني، إن لم يكن كلمةَ "وَيْهِ"، يُرفعُ بالضمة، وينصبُ ويُجرّ بالفتحة، لأنه ممنوعٌ منَ الصّرف للعلميّة والتركيب المزجيّ، مثل: "بعلبكُّ بلدةٌ طيبةُ الهواء، ورأيتُ بعلبكَّ، وسافرت إِلى بعلبكَّ وإن كان جزؤهُ الثاني كلمةَ "وَيْهِ" يكنْ مبنيًّا على الكسر دائماً، وهو في محلّ رفعٍ أو نصبٍ أو جرٍّ، كما يقتضيه مركزهُ في الجملة؛ مثل: "رُحِم سِيبويهِ، ورَحِم اللهُ سيبويهِ، ورَحمةُ اللهِ على سيبويهِ".
والمركَّبُ الإسناديُّ يبقى على حاله فيُحكى على لفظه في جميع الأحوال، ويكونُ إعرابهُ تقديريًّا، تقول: "جاء جادَ الحقُّ، ورأيتُ جادَ الحقُّ، ومررتُ بجادَ الحقُّ".
والمركَّبُ العَدَيّ: كخمسةَ عشرَ، وما جرى مجراهُ كحَيْصَ بَيْصَ، وبيْتَ بَيْتَ، إن سَمَّيتَ بهما، أبقيتهما على بنائهما، كما كانا قبل العلمية. ويجوزُ إعرابُهما إِعرابَ مالا ينصرفُ. كأنهما مُركَّبانِ مَزجيَّانِ. فيجرِيانِ مجرى "بعلبكَّ وحَضرموت". والأول أَولى.
ـــــ
النصوص الواردة في ( جامع الدروس العربية / الغلاييني ) ضمن الموضوع ( الاسم وأقسامه ) ضمن العنوان ( الضمائر وأنواعها )

الضميرُ: ما يُكنى به عن مُتكلمٍ أو مخاطبٍ أو غائبٍ، فهو قائمٌ مَقامَ ما يُكنى به عنه، مثل: "أنا وأنتَ وهو"، وكالتاءِ من "كتبتُ وكتبتَ وكتبتِ" وكالواوِ من "يكتبون".
وهو سبعةُ أنواعٍ: مُتَّصلٌ، ومنفصلٌ، وبارزٌ، ومستترٌ، ومرفوعٌ، ومنصوبٌ، ومجرور.
الضمير المتصل
الضَّميرُ المتصلُ: ما لا يُبتدأُ به، ولا يقعُ بعد "إلا" إلاَّ في ضَرورة الشعر. كالتاءِ والكاف من "أكرمتُكَ"، فلا يُقالُ: "ما أكرمتُ إلاّكَ". وقد وردَ في الشعر ضَرورةً، كما قال الشاعر:
*وما عَليْنا إذا ما كُنتِ جارَتَنا * ألاَّ يُجاوِزنا إلاَّكِ دَيَّارِّ*
وكما قال الآخر:
(1/74)
________________________________________
*أَعوذُ بِرَبِّ العَرشِ من فِئَةٍ بَغَتْ * عليَّ، فمالي عَوْضُ إِلاَّاهُ ناصِرُ*
وهو، إما أن يتصلَ بالفعل: كالواو من "كتبوا"، أو بالإسم: كالياءِ من "كتابي"، أو بالحرف: كالكاف من "عليك".
والضمائرُ المتصلةُ تسعةٌ، وهي: "التاءُ ونا والواوُ والألفُ والنونُ والكافُ والياءُ والهاءُ وها".
فالألفُ والتاءُ والواوُ والنونُ، لا تكونُ إلاَّ ضمائرَ للرفع، لانها لا تكون إلا فاعلاً أو نائبَ فاعل، مثل: "كتبا وكتبت وكتبوا وكتبْنَ".
"نا والياءُ": تكونانِ ضميرَيْ رفعٍ، مثل: كتَبْنا وتكتُبين واكتُبي"، وضميرَيْ نصبٍ، مثل: "أكرمني المعلم، وأكرَمَنا المعلمُ" وضميرَيْ جَرٍّ، مثل: "صرفَ اللهُ عنّي وعنّا المكروَ".
"والكافُ والهاءُ وها": تكونُ ضمائرَ نصبٍ، مثل: "أكرمتك وأكرمته وأكرمتها"، وضمائرَ جرّ، "أحسنتُ إليكَ وإليه وإليها". ولا تكونُ ضمائرَ رفعٍ، لأنها لا يُسند إليها.
فوائد ثلاث
(1) واو الضمير والهاء المتصلة بها ميم الجمع خاصتان بجمع الذكور العقلاء، فلا يستعملان لجمع الإناث ولا لجمع المذكر غير العاقل.
(2) الضمير في نحو: "جئتما وجئتم وجئتن" إنما هو التاء وحدها، وفي نحو: "أكرمكما وأكرمكم وأكرمكن" إنما هو الكاف وحدها، وفي نحو: "أكرمهما وأكرمهم وأكرمهن" إنما هو الهاء وحدها. والميم والألف اللاحقتان للضمير حرفان هما علامة التثنية. ومن العلماء من يجعل الميم حرف عماد، والالف علامة التثنية. وسميت الميم حرف عماد، لاعتماد المتكلم والسامع عليها في التفرقة بين ضمير التثنية وضمير الواحدة، وليس هذا القول ببعيد. والميم وحدها اللاحقة للضمير، حرف هو علامة جمع الذكور والعقلاء. والنون المشددة، اللاحقة للضمير؛ حرف هو علامة جمع المؤنث. ومن العلماء من ينظر الى الحال الحاضرة، فيجعل الضمير وما يلحقه من العلامات كلمة واحدة بإعراب واحد. وهذا أقرب، والقولان الأولان أحق.
(1/75)
________________________________________
(3) تضم هاء الضمير، إلا إن سبقها كسرة أو ياء ساكنة فتكسر، تقول: "من عثر فأقله عثرته، وخذه بيده إشفاقاً عليه، وإحساناً إليه" وتقول: "هذا أبوهم، وأكرمت أباهم، وأحسنت إلى أبيهم".
(4) يجوز في ياء المتكلم السكون والفتح، إلا إن سبقها ساكن، كألف المقصور وياء المنقوص وألف التثنية ويائي التثنية والجمع، فيجب فتحها دفعاً لالتقاء الساكنين، مثل: "هذه عصاي، وهذا راجيّ، وهاتان عصواي، ورفعت عصويّ، وهؤلاء معلميّ".
(5) تبدل ألف "إلى وعلى ولدى" ياءً، إذا اتصلت بضمير: مثل: "إليّ، وعليه، ولديك".
نون الوقاية
إذا لحقت ياءُ المتكلم الفعلَ أو اسمَ الفعل، وجب الفصلُ بينهما بنونٍ تُسمى (نون الوقاية)، لأنها تَقي ما تَتَّصلُ به من الكسر (أي: تَحْفَظُهُ منهُ). تقول: "أكرَمنِي، ويُكرمني، وأكرمني، وتكرمونني، وأَكرمتَني، وأكرَمتْني فاطمةُ"، ونحو: "رُوَيْدَني، وعليكَني".
وإن لحقت الأحرفَ المُشبَّهةَ بالفعل، فالكثيرُ إثباتُها معَ "ليتَ" وحذفُها مع "لعلّ"، وبه وردَ القرآن الكريم، قال تعالى: "يا ليتني كنتُ معهم فأفوزَ فوزاً عظيما"، وقال جلَّ شأنُهُ: "لعَلّي أبلُغُ الأسبابَ". وندَر حذفها مع "ليتَ" وإثباتُها مع "لعلَّ"، فالأول كقول الشاعر:
*كمُنيةِ جابِرٍ إِذ قال: لَيْتي * أُصادفُهُ وأُتلِفَ جُلَّ مالي*
والثاني كقول الآخر:
فَقُلتُ أَعيراني الْقُدومَ، لَعَلَّني * أَخُطُّ بها قَبراً لأَبيضَ ماجِدِ*
أما مع "إنَّ وأنَّ ولكنَّ" فأنت بالخيار: إِن شئت أثبتَّها وإن شئت حذفتها.
وإن لحقتْ ياءُ المتكلم "من وعن" من حروف الجرّ، فصلت بينهما بنون الوقاية وجوباً، وشذَّ قول الشاعر:
أَيُّها السائِلُ عنْهُم وعَني * لَسْتُ من قَيْسٍ ولا قَيْسُ مِني*
أما ما عداهما فلا فصل بها.
الضمير المنفصل
(1/76)
________________________________________
الضميرُ المنفصل: ما يَصحُّ الابتداءُ به، كما يصحُّ وقُوعهُ بعد "إلاّ" على كلِّ حال. كأنا من قولك: "أنا مجتهدٌ، وما اجتهد إلاَّ أنا".الضميرُ: ما يُكنى به عن مُتكلمٍ أو مخاطبٍ أو غائبٍ، فهو قائمٌ مَقامَ ما يُكنى به عنه، مثل: "أنا وأنتَ وهو"، وكالتاءِ من "كتبتُ وكتبتَ وكتبتِ" وكالواوِ من "يكتبون".
وهو سبعةُ أنواعٍ: مُتَّصلٌ، ومنفصلٌ، وبارزٌ، ومستترٌ، ومرفوعٌ، ومنصوبٌ، ومجرور.
الضمير المتصل
الضَّميرُ المتصلُ: ما لا يُبتدأُ به، ولا يقعُ بعد "إلا" إلاَّ في ضَرورة الشعر. كالتاءِ والكاف من "أكرمتُكَ"، فلا يُقالُ: "ما أكرمتُ إلاّكَ". وقد وردَ في الشعر ضَرورةً، كما قال الشاعر:
*وما عَليْنا إذا ما كُنتِ جارَتَنا * ألاَّ يُجاوِزنا إلاَّكِ دَيَّارِّ*
وكما قال الآخر:
*أَعوذُ بِرَبِّ العَرشِ من فِئَةٍ بَغَتْ * عليَّ، فمالي عَوْضُ إِلاَّاهُ ناصِرُ*
وهو، إما أن يتصلَ بالفعل: كالواو من "كتبوا"، أو بالإسم: كالياءِ من "كتابي"، أو بالحرف: كالكاف من "عليك".
والضمائرُ المتصلةُ تسعةٌ، وهي: "التاءُ ونا والواوُ والألفُ والنونُ والكافُ والياءُ والهاءُ وها".
فالألفُ والتاءُ والواوُ والنونُ، لا تكونُ إلاَّ ضمائرَ للرفع، لانها لا تكون إلا فاعلاً أو نائبَ فاعل، مثل: "كتبا وكتبت وكتبوا وكتبْنَ".
"نا والياءُ": تكونانِ ضميرَيْ رفعٍ، مثل: كتَبْنا وتكتُبين واكتُبي"، وضميرَيْ نصبٍ، مثل: "أكرمني المعلم، وأكرَمَنا المعلمُ" وضميرَيْ جَرٍّ، مثل: "صرفَ اللهُ عنّي وعنّا المكروَ".
"والكافُ والهاءُ وها": تكونُ ضمائرَ نصبٍ، مثل: "أكرمتك وأكرمته وأكرمتها"، وضمائرَ جرّ، "أحسنتُ إليكَ وإليه وإليها". ولا تكونُ ضمائرَ رفعٍ، لأنها لا يُسند إليها.
فوائد ثلاث
(1) واو الضمير والهاء المتصلة بها ميم الجمع خاصتان بجمع الذكور العقلاء، فلا يستعملان لجمع الإناث ولا لجمع المذكر غير العاقل.
(1/77)
________________________________________
(2) الضمير في نحو: "جئتما وجئتم وجئتن" إنما هو التاء وحدها، وفي نحو: "أكرمكما وأكرمكم وأكرمكن" إنما هو الكاف وحدها، وفي نحو: "أكرمهما وأكرمهم وأكرمهن" إنما هو الهاء وحدها. والميم والألف اللاحقتان للضمير حرفان هما علامة التثنية. ومن العلماء من يجعل الميم حرف عماد، والالف علامة التثنية. وسميت الميم حرف عماد، لاعتماد المتكلم والسامع عليها في التفرقة بين ضمير التثنية وضمير الواحدة، وليس هذا القول ببعيد. والميم وحدها اللاحقة للضمير، حرف هو علامة جمع الذكور والعقلاء. والنون المشددة، اللاحقة للضمير؛ حرف هو علامة جمع المؤنث. ومن العلماء من ينظر الى الحال الحاضرة، فيجعل الضمير وما يلحقه من العلامات كلمة واحدة بإعراب واحد. وهذا أقرب، والقولان الأولان أحق.
(3) تضم هاء الضمير، إلا إن سبقها كسرة أو ياء ساكنة فتكسر، تقول: "من عثر فأقله عثرته، وخذه بيده إشفاقاً عليه، وإحساناً إليه" وتقول: "هذا أبوهم، وأكرمت أباهم، وأحسنت إلى أبيهم".
(4) يجوز في ياء المتكلم السكون والفتح، إلا إن سبقها ساكن، كألف المقصور وياء المنقوص وألف التثنية ويائي التثنية والجمع، فيجب فتحها دفعاً لالتقاء الساكنين، مثل: "هذه عصاي، وهذا راجيّ، وهاتان عصواي، ورفعت عصويّ، وهؤلاء معلميّ".
(5) تبدل ألف "إلى وعلى ولدى" ياءً، إذا اتصلت بضمير: مثل: "إليّ، وعليه، ولديك".
نون الوقاية
إذا لحقت ياءُ المتكلم الفعلَ أو اسمَ الفعل، وجب الفصلُ بينهما بنونٍ تُسمى (نون الوقاية)، لأنها تَقي ما تَتَّصلُ به من الكسر (أي: تَحْفَظُهُ منهُ). تقول: "أكرَمنِي، ويُكرمني، وأكرمني، وتكرمونني، وأَكرمتَني، وأكرَمتْني فاطمةُ"، ونحو: "رُوَيْدَني، وعليكَني".
(1/78)
________________________________________
وإن لحقت الأحرفَ المُشبَّهةَ بالفعل، فالكثيرُ إثباتُها مع
زكراوي عبد الرحيم
زكراوي عبد الرحيم
مراقب عام
مراقب عام

عدد المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 31/01/2013
العمر : 23

http://algerie.forum.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى